يا أم سلمان في الجنات مأواكِ
وباكرتك أهازيج مرتلة
إلى البقاء رحلتي والرضى حلل
سئمتِ عيشتنا يا أمنا فذوت
وسرتِ لم تتركي إرثاً سوى رجلٍ
إن خلَّف الراحل المغبون ثروته
فأنت خلفتِ شمساً ليس يحجبها
والآن نامي على حسن الثناء فما
نجوتِ من رؤية الدنيا وقد سفرت
الآن لن تسمعي أخبار أمتنا
دعي المواجع تشوينا بميسمها
زكاة عمرك ذكرى في ضمائرنا
فلن تري بعد هذا اليوم مذبحةً
نامي على رفرف خضر منمقةٍ
لا لم يمت من تكن لله مهجته
وإنما الميّت المحروم من حبست
في الخلد جيرانك الأبرار فاغتبطي
الحاقدين على الإسلام قد دلفوا
عسى جنان الرضا تزدان بهجتها
حور يمسن احتفاءً بالقدوم وكم
يوم الجوائز في يوم الجنائز لا
إذا رعى الناسُ دنياهم على طمعٍ
أبا معاذ لك السلوان معذرةً
فأمكم أمنا والرزء مشترك
كل سيشرب كأس الموت متكئاً
يا أم سلمان نفسي لو تطاوعني
وموكب الخلد في الرضوان مسراكِ
في حضرة القدس حياها وحياكِ
على بساط من التبجيل يلقاكِ
مما رأته من الإفلاس عيناكِ
مقدم في المعالي جود يمناكِ
دنيا الملايين من نقد وأملاكِ
غيم وأرسلتِ بدراً بين أفلاكِ
أحلى المديح على أطلال مثواكِ
عن وجه مكرٍ لغدّار وأفّاكِ
من بائس حائر أو مدنف شاكي
من حزن مضطهدٍ عانٍ ومن باكِ
ونعي موتكِ ميلاد لمحياكِ
بكف شاورن للإسلام سفاكِ
ونومنا فوق أوجاع وأشواكِ
بل سار مبتهجاً في حفل نُسَّاكِ
في روحه قيم عليا بأشراكِ
وجارنا كل خداع وشكّاكِ
في جيش بوشٍ وشارونٍ وشيراكِ
شوقاً للقياك أو حباً لنجواكِ
قلب يفيض من التحنان فَدَّاكِ
جوائز الزور من لاه وضحّاكِ
ليهنك اليوم أن الخلد مرعاكِ
كل يعزّى من المشكو والشاكي
شعري صداك وأنت الصامت الحاكي
على أريكته أو قتل فتَّاكِ
سرنا سويًّا لأنعاها وأنعاكِ